الأربعاء

وصيتي ..!!


 الاربعاء 1435/11/29.H

 !! قهوة الصباح 
لذلك العالم الخاص الذي يسكن داخل خيالات الناس لتلك الصور الزائفة التي تحتضنها
شفائف بعض البشر لمن سكن داخل إطار الحياة خلف ستار النفاق مستعملاً تلك الدمعات
  ..الزائفة لذلك العالم الذي أشاهده بعيون الحاضرون داخل مقبرة الحياة

مع تغير الصور وانكسار القلب بفقدان اي شخص كأخ او قريب او حتى صديق نكُن له  
مشاعر الأخوة نجد أنفسنا نذرف دمعات الوداع الأخيرة إلا ان هناك من يحاول انه يتقمص
 ..تلك الصور من اجل إظهار للجميع حزنه

وحين تخطف منه نظرة عابرة تجد انه يتناسى كل تلك الدمعات وتجده يعلوا بالمداعبات والضحكات 
 لم يمضي وقتاً بعد فما زال داخل المقبرة لم يجف القبر بعد هكذا أصبحت للاسف بعض الناس حالهم داخل المقبرة
يتناسون إن هناك قليوب انفطرت ( حزناً ألماً ) ..

هل أصبحنا لا نعرف كيف نحزن أم انه قسوة قلبونا جبرتنا لا نحزن ولا نراعي مشاعر الآخرين
أم إننا نلزم الصمت حينما نكون داخل تلك الصور المبعثرة من هنا او هناك لا أجد سوى بعض
 ..التعليقات داخلي على ما أشاهده هناك أُناس غير مهتمين وأُناس يذرفون دمعات صادقه

الفرق واضح داخل ذلك المكان حينها لا تجهد نفسك بالتفكير من هؤلاء ومن هم هؤلاء فقد تعرف
دون الاحتياج لشخص يعرفك عليهم من هو القريب لذلك الراحل ومن هو اتى ليقدم واجبه ثم يختفي
ورغم تلك اللحظات التي يحتاجها المقربون لذلك الشخص تقرءا داخل نظرات البعض وتسمع تلك الضحكات
 ..لم تجد اجمل من الصمت وذرف الدمع سبيل للتعبير عما يدور داخلك

البعض يرى انه مواساة لأهل المتوفى والبعض الآخر لا يعلم إنه يتوجب عليه لا يكون بجيح بتلك اللحظات
لم اطلب من الجميع ان يذرفون دموعهم ولكن عليهم مراعاة من حولهم هذا ليس مكان لتبادل النكت او تبدال
الأحاديث السامجه او مكان للمداعبة الكلامية والغمز واللمز عن فلان وفلان ..

للأسف فقد أصبح واقعنا هذا بالفعل حتى داخل مجالس العزاء نجد ان هناك من يأتي ليعزي ثم يحول الحوار 
إلا جلسة ضحك مع من حوله دون الاهتمام لما أتى من اجله وكأنه ذاهب لأستراحه او انه دُعي إلا زواج 
 ..متى ما فقد الإنسان احساسه فقد كيف يسيطر على نفسه

ليس شرطاً إن يحزن كل الحضور ولكن الواجب عليهم مراعاة مشاعر منهم بالفعل قلوبهم مسكوره 
فالحزن أصبح لا نعرفه ولا حتى نجيد كيف نحزن فقلوبنا لم تعد ترحم ولا تحزن وعيوننا قد أصابها الغرور
..لم تعد تعرف الدمعة الصادقة وقد أصبح الموت بالنسبة لبعض الناس بالعادي

رحماك ربي ..
فقد قست قلوبنا وتجمدت مشاعرنا ولم نعد يذكرنا الموت بالرحيل وكأننا أُناس مخلدون لا نرحل
من هذي الدنيا وكأن ما أصابهم لم يصيبنا ..

رحماك ربي ..
أجد نفسي أوصي منهم حولي وكل من يشيعني لا أريد أشخاص يذرفون دمعات فقط بل أريد
من هم يرفعون كفوفهم للدعاء لي وقت احتاجي لهم ..
لا اريد أن يشغلهم الغداء على من والعشاء عند من ثم  يغادرونا سريعاً من على قبري من اجل تجهيز العزاء
لدى فلان او فلان فلن يهمني كل ذلك تمهلوا فإن احتياجي لدعائكم لحظتها أكثر من احتاج قلوبكم لنبضاتها..    

سؤلت السيده رسيم عن ذلك
 فنطت وحطت ومددت كراعينها وقالت :اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي !!

من جديد كانت العودة ..

هنا كانت البداية  وهنا كانت النهاية  هنا حكى قلمي كل حروفه  وهنا اصمت كل انينه.. اخذني الشوق لتلك الحروف .. وحين شاهدتها اردت ان ...